الخلفية العلمية لتكوين مالك بن نبي مكنته من وضع اسقاطات محددة في العلوم الانسانية
أكد أساتذة وباحثون شاركوا في ندوة وطنية افتراضية نظمت بالعاصمة حول “المصطلح العلمي وتوظيفه في فكر مالك بن نبي”, أن هذا المفكر امتلك “خلفية علمية سمحت له بوضع اسقاطات محددة في مجال العلوم الانسانية”.
وكشف المشاركون في هذه الندوة التي نظمها المجلس الاسلامي الاعلى ان المطلع على مؤلفات وكتب مالك بن نبي “لا بد له ان يدرك ان هذا المفكر استنبط منهجية علمية في الاعمال التي قدمها للإنسان وللحضارة, وهي المنهجية التي اكتسبها من تكوينه العلمي أساسا (الهندسة الكهربائية)”.
وفي هذا الصدد, أشار رئيس المجلس الاسلامي الأعلى, بوعبد الله غلام الله, أن “الكثيرين يجهلون أن مالك بن نبي كان باحثا علميا وليس مفكرا في الفلسفة والتاريخ والحضارة فقط”, مبرزا أهمية هذه اللقاءات للتعريف أكثر بأعماله بغية “الاستفادة منها قدر المستطاع لما تحويه من افكار مستمدة من واقع المجتمعات الاسلامية”.
من جهته, قال الدكتور عمار طالبي, نائب رئيس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين وأحد تلامذة مالك بن نبي, ان هذا المفكر “عمل على استعمال الاشكال والمعادلات الرياضية في العلوم الانسانية, مما سمح له بالوصول الى افكار مستقلة في المجال الفكري تشابه الحقيقة الرياضية”.
ومن نفس المنظور, تطرق الدكتور سعيد مولاي, أستاذ بجامعة هواري بومدين للعلوم والتكنولوجيا, والذي يعد أيضا من تلامذة مالك بن نبي, الى “معالجة بن نبي لمشكلات الحضارة على ضوء المصطلحات العلمية”, مستشهدا بمؤلفه ”الظاهرة القرآنية” الذي شمل فصله الاول محددات المنهجية التي اتبعها في كتابه, وهو ما يؤكد –كما قال– “اعتماده على نسق علمي اتضح أكثر في المصطلحات التي استعملها في العديد من مؤلفاته الاخرى”.
وفتحت الندوة التي عرفت مشاركة أساتذة وباحثين مهتمين بفكر مالك بن نبي المجال لمناقشة جملة من المصطلحات التي استعملها في مؤلفاته, والتي كانت ايضا محل نقد من بعض المشاركين الذين أكدوا على “ضرورة تقبل نقد هذا المفكر وعدم المغالاة في تقديس أعماله”, وهو المبدأ الذي كان يدعو اليه بن نبي نفسه لتشجيع النقد البناء للأفكار المتعلقة بمسالة الحضارة والانسان.