” السبيبا” تزين “جانت”.. رغم كورونا
أحيا يوم أمس أهالي مدينة جانت العيد السنوي للسبيبا في نسخته 3247 الذي يعتبر أحد مقومات المجتمع التارقي ورمز من رموز أصالته العريقة ، حيث يتجدد اللقاء سنويا بساحة “دوغيا” في اليوم العاشر من محرم والمعروف بيوم عاشوراء بين قصري الميزان و زلواز احتفالا بانتصار النبي موسى عليه السلام على الطاغية فرعون، إذ تكون الاحتفالية بتنافس شريف في الرقص على أنغام تارقية محلية وكذا تنافس في الزي والآلات الموسيقية بين كل من قصر زلواز وقصر الميزان .
بعد ليالي تيمولاوين التي امتدت من بداية شهر محرم تحضيرا للتظاهرة الثقافية التقليدية هاهو يحين موعد المنافسة المنتظرة من طرف كيل جانت , حيث شهدت الساعات الأولى من الصباح توافد الجماهير العاشقة لهذا الإرث الأصيل الذي يروي تاريخ حقبات غابرة , الا أن ما ميز المناسبة هذه السنة هو غياب الجماهير التي اعتادت انتظار هذه التظاهرة وزيارة مدينة جانت خصيصا للتمتع بأجوائها ,وغياب حتى السياح الأجانب الذين يرون في مناسبة السبيبا فرصة للتعرف على عادات وتقاليد هذا المجتمع والتعمق اكثر في فلسفته وطبيعته , خصوصا وانه قد صنف منذ عام 2014 تراثا عالميا من طرف منظمة “اليونيسكو” المنظمة الأممية للتربية والعلوم الثقافية .
اجتمع الفريقين في ساحة المنافسة بأزيائهم التقليدية الملونة والمزركشة والحلي الذي تتزين به نساء الفريقين ,تحيط بهم الجماهير الحاضرة رغم الوضع الصحي السائد غير أنها أبت إلا وأن تحضر هذا اليوم التاريخي بالنسبة لهم وللمنطقة ككل , وما لوحظ خلال هذا اليوم أيضا هو ارتداء اغلبية الحضور للأقنعة الواقية كإجرائي وقائي للحد من انتشار فيروس كورونا , وفي هذا السياق صرح لنا أحد الحاضرين من قصر الميزان بأنه يستحيل أن يفوت عام دون أن يشاهد أجواء هذه التظاهرة الثقافية وما ميز هذا العام هو التدابير الوقائية التي يتبعها اغلب الجمهور , وأضاف آخر من قصر زلواز قائلا كيف نكون في موقع الحدث ولا نحضره ,علما بأن الأجانب يتحرقون لتفويتهم إياه هذه السنة بسبب غلق المواصلات بشتى أنواعها وصعوبة التنقل حتى بين ولايات البلد الواحد .
في حين أنه كانت هناك آراء مغايرة للآراء السابقة ، أين عبر بعض المواطنين عن استيائهم من إحياء حفل السبيبا في ظرف صحي كهذا قائلين بأن المناسبة تتكرر في كل سنة وغيابها لسنة واحدة لن يغير من الوضع شيئا, بل سيضمن سلامة المواطن و الحفاظ على الحالة الصحية المستقرة التي تشهدها المدينة , في حين أن هذا التجمع قد يؤدي الى انتشار الوباء بين أفرد المجتمع من جديد.
من جهته أكد أحد المشاركين في هذه التظاهرة و المدعو (بـ.م ) بأن الوضع لا يدعو للقلق خصوصا وأن عدد الجماهير هذه السنة أقل بكثير من السنوات الفارطة نظرا لغياب الأجانب وحتى بعض السكان ,إضافة الى التدابير الوقائية المتبعة من طرف أغلبية الحضور , لذلك فلا مانع من إحياء هذه الإحتفالية التي عهدت مدينة جانت على إحيائها لكن هذه السنة بظروف خاصة .
بقلم الصحفية / سمية فوندو