كيفية قضاء الفوائت
هل يجب ترتيب الفوائت من الصلوات كمن فاته المغرب والعشاء فهل يجب أن يصلي المغرب أولا؟
أولا، فلتعلم أن الصلوات من حيث اشتراك الوقت تُقسم لقسمين؛ مشتركتا وقت وهي الظهر مع العصر، والمغرب مع العشاء، وغير مشتركة وقت وهي الصبح.
فأما مشتركتا الوقت الحاضرتان(ولا يكونان حاضرتين إلا إذا وسَعهما الوقت الضروري) فالترتيب فيهما واجب شرطا في صحة الثانية منهما لكن مع الذكر؛ فمن صلى العصر قبل الظهر ذاكِرا أن عليه الظهر أو تذكر أثناء العصر=بطلت صلاته ويجب إعادتها أبدا بعد أداء الظهر التي أخّرها عامدا.
وأما إن صلى العصر قبل الظهر ناسيا وتذكر بعد السلام =لم تبطل صلاته، ويُستحبُّ عندها أن يُعيد العصر بعد أداء الظهر استحبابا.
وهذا الذي تَقدَّم يُقال في المغرب والعشاء سواء بسواء. ومحلّ وجوب الترتيب بينهما شرطا =إن وسعهما الوقت، وأما إن ضاق بحيث لا يسع إلا الأخيرة منهما=اختصت به فيصليها وتُصبح الأولى من يسير الفوائت فيقضيها.
وننبه أيضا أن محل اشتراط الترتيب بين مشتركَتَي الوقت =أن يكون تَذَكَّر ذلك في وقت الصلاة الثانية منهما، أما إن خرج وقت الثانية أيضا فتذكر الصلاتين بعد ذلك فإنهما يُصلَّيان قضاءً، وحينئذ يكون الترتيب بينهما واجبا فقط غير شرط؛ فلو تذكر العصر والظهر بعد المغرب-مثلا- فصلى العصر قبل الظهر وهو متذكر للظهر =صحت الصلاة ولم تبطل ولكنه آثِم عندها، وفي النسيان لا إثم عليه.
وذلك أيضا في الصلوات التي لا تشترك في الوقت فيجب ترتيبها وجوبا غير شرط، كمن علي العصر والمغرب فيجب أن يصلي العصر ثم المغرب، فإن نكّس وهو متذكر للعصر=صحت صلاته مع الإثم.
وكذلك يجب وجوبا غير شرط ترتيب يسير الفوائت مع الحاضرة، فمن كان عليه الظهر والعصر مع المغرب =فيجب تقديمهما على المغرب الحاضرة ولو أدى إلى خروج وقت الحاضرة بتقديم يسير الفوائت عليها.
فإن قلت: ما ضابط اليسير في الفوائت؟
إن أربع فوائت فأقل يُعدُّ من اليسير باتفاق أهل المذهب، والستة من الكثير اتفاقا، واختلفوا في الخمس، والمعتمد أنها من اليسير أيضا؛ فهو عدد لا تتكرر فيه الصلوات، بينما الست صلوات تتكرر فيها صلاة كما قال علماؤنا رضي الله عنهم.
وبالله التوفيق.
كتبه أبو عمر المالكي.