لبنان: ضربات متعاقبة تُخلف “ندوبًا غائرة خفية” لدى الناس
قالت اللجنة الدولية الصليب الاحمر, الثلاثاء, أنه بعد مرور ثلاثة أسابيع على الانفجار الهائل الذي ضرب مرفأ بيروت و الأحياء المحيطة به, مخلفا دمارا كبيرا, “لا تزال آثاره المروعة لحد الساعة في الوقت الذي كان الوضع في لبنان بالغ الهشاشة, فالضربات المتعاقبة خلفت ندوبا بالغة العمق لدى الناس”.
وأودى الانفجار الدامي الذي وقع في الرابع من أغسطس بحياة ما لا يقل عن 180 شخصًا, ناهيك عن البعض الذين لا يزالون في عداد المفقودين أو لم تُحدَّد هويتهم بعد. كما أصيب أكثر من 6,000 شخص في حين يقبع المئات في المستشفيات.
ما خلفه الانفجار لا يقتصر على الجانب المادي او حتي الأرواح, بل هناك ما هو اشد وطأة انه الجانب النفسي لمن عايشوا الحدث المروع, وفي هذا السياق يقول جراح باللجنة الدولية للصليب الأحمر في لبنان, الدكتور, ماركو بالدان, “ان ليست كل الجراح مرئية, سواء لحقت الجراح بجسد ما أو بمدينة محببة. فعلاوة على الإصابات البدنية المروّعة التي تُعالَج في المستشفيات, أخشى أن تترك هذه الكارثة لدى الناس جروحًا غائرة خفية, ما لم يتلقوا دعمًا لمواجهة تبعاتها النفسية, ويعد دعم الصحة النفسية جزءًا حيويًا من الاستجابة الطبية”.
وأضاف قائلا: “ما عاناه الناس بعد الانفجار,هول المنظر, وتداعياته من خوف وارتباك ,واضطرابات قد توقف العقل عن التفكير والاستيعاب, كلها نماذج لأناس عايشوا الكارثة وتفاصيل الليلة الدامية التي عاشها ملايين اللبنانيين. لن تمحى بسهولة سواء على أرض الواقع أو من خلال وسائل الإعلام التي وثقت الواقعة”.