لوحة فنية في أحضان ساحة “دوغيا”
شهدت تظاهرة سبيبا (تيللين) يوم السبت الماضي تنافس حماسي ودي احتضنته ساحة “دوغيا” بين قصر كيل زلواز و قصر كيل الميزان وهما القصران المعنيان بهذه التظاهرة التقليدية وهم في أبهى حلة و التي استغرقت يوما كاملا, فبالرغم الوضع الصحي الراهن , الا أن السكان اصروا على احياء هذه التظاهرة التي تعتبر أهم احتفال يعبر عن هوية المجتمع التارقي وأصالته وكذا تغلغله في حقب التاريخ , أين يشارك فيها كلى الجنسين ومن مختلف الأعمار تعبيرا على التكاثف ولم الشمل.
حيث تميزت الفترة الصباحية بحضور قوي لكلى الفريقين من ناحية الأداء واللباس الرسمي الخاص بهذه التظاهرة الثقافية وكذا الآلات الموسيقية التقليدية المتمثلة في الطبول والمزمار. ورغم الجو الحار السائد خلال تلك الفترة الا أن ذلك لم يؤثر على المشاركين في سبيبا ولم يمنعهم من تقديم عرض احترفي يليق بمكانة هذا الإرث التقليدي الأصيل.
ومع بداية التظاهرة تم دخول المشاركين كل من جهته , حيث اتخذت النسوة مكانها المخصص المعروف بالتارقية بـ( آجديم) من أجل ترديد قصائد وألحان مع التصفيق و فئة أخرى منهن تتولى مهمة الضرب على الدف(قنقا), في الوقت الذي ينتظر فيه الفريقين إعلان بداية التظاهرة والمسماة (تنفار) أين تباشر النساء الغناء(تيسواي) تزامنا مع استعراض الرجال للرقصات المتناغمة مع الإيقاع حاملين السيف (تكوبا) باليد اليمنى، ومنديل باليد اليسرى(المرخمت) التي تساعدهم في الحركة أثناء التلويح , كما تميز بعض الرجال بارتداء قبعات كبيرة الحجم تدعى بالتارقية (تاكومبوت) وهي قبعة تكون مرصعة بحلي من الفضة على شكل مثلثات وخيوط متدلية للوراء تدعى (إقضيض) أي الطير نظرا لتحركها أثناء الرقص, أما عن الجهة الأمامية فيكون صاحب القبعة ملثم الوجه , كما تصحب تلك الرقصات استعراضات للباس التقليدي في حركة فتح الأيدي من طرف مرتديه (تيكميست) و(إيلشان) لتنتهي الفترة الصباحية بأغلاي ناوتاي .
أما بالنسبة للفترة المسائية فبدأت بعد العصر وبحضور مكثف من طرف الجمهور حيث اشتدت المنافسة من جديد بين الفريقين في الساحة لتواصل النسوة الغناء فاشتد الرقص بين الرجال من جديد ذهابا وإيابا في ساحة دوغيا والنساء من خلفهم ليشكلوا بذلك لوحة فنية فريدة. لتكرر نفس المراحل التي كانت في الفترة الصباحية إضافة الى استعراض بالسيوف وهو ما يميز الفترة المسائية لتختتم التظاهرة بما يسمى بـ (أغلاي ناوتاي)
بقلم الصحفية / مسعودة بله