مشروع “عائلة النور” الريادي يحمل في طياته رسائل نبيلة
إستطاع الباحث والمدرب محمد بن حبيرش إبن مدينة جانت بطموحه وإصراره على المبادرة النيرة وكذا غيرته على مجتمعه أن يؤسس مشروعا هو الأول من نوعه في المنطقة وفي الجزائر لما يمتلكه من مميزات و رسائل نبيلة وإنسانية وذلك من خلال إفادة الفرد والمجتمع بصفة عامة وهو ما أطلق عليه الباحث محمد إسم مشروع عائلة النور , الذي قدم حوله كل التفاصيل خلال نزوله ضيفا بمقر جريدة الطاسيلي نيوز رفقة المنسق العام للمشروع الأستاذ والمبادر أحمد بله .
حيث باشر المدرب اللقاء بالحديث عن مسيرته في مجال التدريب والتي كانت الحافز الأكبر لإطلاق برنامج كهذا , إذ انخرط الأستاذ محمد بن حبيرش في مجال التدريب في التنمية البشرية وتطوير الذات منذ عام 2010 إلى يومنا هذا حيث درب خلال هذه الفترة أكثر من 12000 شخص داخل وخارج الوطن , وهذا بعد تكونه في عدة مشاريع منها ماهو متخصص في بناء الشخصية والذات ومنها ماهو خاص بريادة الأعمال إضافة إلى الجانب الفكري, وهذا مادفع به للتفكير بابتكار ما يشمل كل تلك المجالات والمحاور الثلاثة في مشروع واحد فكان ذلك بتجسيد مشروع عائلة النور .
وحسب ما تطرق إليه المدرب بن حبيرش فإن مدة التكوين في هذا المشروع ستكون خلال ثلاث سنوات بحيث تضم كل سنة محور معين , كما أن التكوين يعتمد بالدرجة الأولى على تقنية التعليم أو التكوين عن بعد أي من خلال مواقع التواصل الاجتماعي الحديثة حتى يتسنى للجميع الإنضمام لعائلة النور والإستفادة من برامج المشروع بنفس الدرجة مهما اختلف الموقع وتباعدت المسافات.
أما عن البرنامج المتبع في هذا المشروع وحسب ما تعرض إليه الباحث فإنه و خلال السنة الأولى التي تشمل محور الذات يتم التركيز على أساسيات بناء الشخصية القوية للفرد ومحاولة التخلص من الماضي الذي يمثل للبعض عائقا كبيرا في التقدم بسبب أحداث أو انتكاسات يصعب التخلص من آثارها وتجاوز مختلف التحديات إضافة إلى بناء خطة إستراتيجية واضحة المعالم تعينه على تحقيق أهدافه وتجسيد مشاريعه , لينتقل بعدها للمحور الثاني في السنة الثانية وهو محور ريادة الأعمال أين يتم منح أساسيات في ريادة الأعمال الحرة والمشاريع لمساعدة الفرد في التفكير و الإنطلاق في مشروعه الخاص مهما كانت الإمكانيات , ليليه بعد ذلك ثالث المحاور والمسمى بمحور الفكر وهذا خلال السنة الثالثة من التكوين في إطار المشروع , بحيث يصبح الفرد قادرا على دراسة المجتمع والوسط الذي يعيش فيه محللا كل الموافق والظروف المحيطة به دون أن يتأثر بها وبأفكارها على النحو السلبي, بل يجعله يساهم هو الآخر في إنتاج الأفكار وهذا ما يمكن الفرد من التأقلم و اكتساب روح المبادرة كون أن المجتمعات تبنى انطلاقا من العلوم الإنسانية.
كما أنه خلال السنة الثالثة تبدأ مشاريع المتكونين بالظهور وجني ثمارها ناهيك عن التغير الملحوظ الذي سيلاحظه الفرد على مستوى ذاته والأفراد المستفيدين معه بحيث أن هذا المشروع يهدف بالأساس إلى المنفعة العامة وذلك من خلال استطاعة الفرد المشترك أن يجلب معه شخصا آخرا بالمجان لليتكون معه إضافة إلى اقتطاع جزء من مبلغ الاشتراك لفائدة أطفال القرى النائية من أجل التكفل بتمدرسهم وهذا ما يجسد مبدأ ريادة الأعمال التطوعية .
كما تطرق المنسق العام لمشروع عائلة النور الأستاذ أحمد بله إلى أهمية هذا المشروع بالنسبة للمشترك من خلال استفادته القصوى من تكويناته إضافة إلى تجسيد مبدأ التطوع الذي يحث عليها الدين الحنيف من خلال إفادة الغير خاصة الفئة المعوزة من المجتمع , مشيرا في ذات الوقت إلى ضرورة تكوين بيئة اجتماعية داعمة لمثل هذه المبادرات وهذا ما سيعود حتما بالإيجاب على المجتمع بصفة عامة وعلى مستوى جميع الأصعدة مشددا كذلك على ضرورة تطبيق تلك التدريبات التي يتلقاها الفرد في إطار هذا المشروع من أجل تحقيق النتائج المرجوة و بلوغ الهدف العام لمشروع عائلة النور.
بقلم الكاتبة الصحفية / سمية فوندو