وثائق .. ناجي العمري: رجل الأعمال اليمني الذي حول حلمه إلى إمبراطورية المشروبات الغازية
وثائق .. ناجي العمري: رجل الأعمال اليمني الذي حول حلمه إلى إمبراطورية المشروبات الغازية
اليمن : نجلاء العمري كان لدى ناجي عبده العمري، صاحب الامتياز والمؤسس الأول للشركة التضامنية للمشروبات الغازية، حلم في إنتاج مشروب تشرب منه كل اليمن، حمل حلمه معه وسافر به من بلد الى اخر حتى استقر على الكندادراي مشروباً يحتفي به كل الناس والحديدة ( منطقة القطيع تحديدا) مكاناً، ليبني مصنع يعتبر من أوائل المصانع في اليمن. من عامل بحري إلى رجل صناعة . ولد العمري عام 1911 في قرية عدن بمحافظة إب الجبلية، غادر وطنه في سن مبكرة للعمل في البحر في بريطانيا، حيث اكتسب الخبرة والتعرف على الثقافات والأسواق المختلفة، عاد إلى اليمن واستقر في عدن، المستعمرة البريطانية السابقة والمدينة الساحلية الاستراتيجية، وهناك أصبح وكيلاً للمغتربين، حيث ساعد العديد من الشباب اليمني في الحصول على تأشيرات العمل والسفر إلى دول مثل الكويت وبريطانيا وأمريكا. وكان يحظى باحترام كبير ومحبة من أهالي قريته و القرى المجاورة وكذلك المجتمعات المحيطة به، الذين نسبوا إليه الفضل في تخفيف حدة الفقر وتوفير الفرص لهم. توفي في 1-6-1976م، بعد أن أصبح مصنع كندا دراي الذي ناضل من أجل تأسيسه، أحد أهم المؤسسات الصناعية في اليمن و صار مشروبه يدخل كل بيت في الأفراح والأتراح . تحديات بناء المصنع طموح العمري في دخول القطاع الصناعي دفعه إلى الاتصال بعدة شركات في مجالات مختلفة حتى اختار المشروب الغازي كمكانة خاصة به، سافر إلى أوروبا، وتحديداً ألمانيا، للحصول على حق امتياز كندا دراي، وهو مشروب كان له طعم مميز وقاعدة عملاء عريضة. واجه العديد من العوائق والصعوبات في إنشاء المصنع الذي حصل على الموافقة في اقامته بتاريخ 16/2/1965م و استورد آلاته من ألمانيا بتاريخ 1966/10/18م. فيما حصل على الموافقة لتركيبه بتاريخ 26/4/1969م – مايعني أنه ظل يعمل على هذا المشروع لأكثر من خمس سنوات. اختار مدينة الحديدة وتحديداً منطقة القطيع موقعاً لمصنعه، واستقدم خبراء من المانيا لتحديد أفضل موقع للمصنع وأكثر جودة للمياه التي سيتم استخدامها في تصنيع أكثر مشروب أحبه اليمنيون على مدار سنين طويلة، وبعد البحث في أربع مدن وهي صنعاء وتعز وعدن والحديدة عن أفضل مذاق للماء تم اختيار الحديدة واشترى العمري أرضية المصنع في منطقة القطيع وبعض الأراضي المحيطة بها ليؤمن مصدر المياه التي كانت من أهم أسباب نجاح المنتج وانتشاره الكبير. لقد استثمر كل أمواله وجهوده في شراء الأرض وبناء المصنع وشراء المعدات، إلا أنه لم يتمكن من استكمال تجهيز المصنع بعد وصول المعدات، بسبب نفاذ أمواله وتوقف لمدة ثلاث سنوات، كما عانى من المرض والإحباط، حيث كان يحاول تحصيل ديونه المتناثرة من المغتربين الذين ساعدهم في الماضي دون جدوى. انضم إليه عبد الودود قاسم، رجل الأعمال البارز، ومجموعة من المساهمين، الذين اتفقوا على تقاسم تكاليف ومخاطر المشروع. وقاموا بتأسيس الشركة التضامنية للمشروبات الغازية يبكو رسميًا عام 1969، ومنحوا قاسم حق إدارة المصنع. نجاح شركة كندا دراي في اليمن وخارجها بدأت الشركة بإنتاج نكهات كندا دراي المختلفة مثل الكولا و الرمان والبرتقال و التفاح.. حصلت الشركة على حصة سوقية كبيرة في اليمن ووسعت صادراتها إلى بعض الدول المجاورة. التزمت الشركة بتقديم منتجات عالية الجودة تلبي احتياجات وأذواق المستهلكين، كما سعت إلى تطوير طاقتها الإنتاجية وتبني التقنيات الحديثة لتعزيز قدرتها التنافسية واستدامتها، وكانت الشركة فخورة بمسؤوليتها الاجتماعية ومساهمتها في التنمية الاقتصادية لليمن. قصة نجاح الشركة هي شهادة على رؤية ومثابرة مؤسسها ناجي عبده العمري الذي حول حلمه إلى حقيقة وترك إرثاً دائماً في القطاع الصناعي اليمني.